هو مرض يصيب عدسة العين البللورية فتحولها من الحالة السائلة الشفافة الي الحالة المتجمدة المعتمة تشبه تحول الماء السائل الشفاف الي الثلج المتجمد الأبيض ويؤدي ذلك الي عدم وضوح الرؤية تدريجيا فالعدسة الطبيعية خلقها الله فى كبسولة أو محفظة خلف إنسان العين ، وتتكون من الياف بروتينية وجزيئات من الماء خلقها الله متراصة بدقة تامة تسمح للضوء بالمرور من خلالها بدون تداخل، وعندما تبدأ هذه الألياف والجزيئات فى فقد هذا الترتيب متناهى الدقة فإن العدسة تبدأ فى الإعتام مؤدية إلى مايسمى بالمياه البيضاء أو الساد والذى مايلبث أن يزيد حتى يصير إعتاما كاملا.

فإن المياه البيضاء ليست إلا عدسة العين بعد إعتامها ويحدث ذلك بسبب تجمع البروتينات عليها وعادة ما تبدأ في جزء من العدسه ثم تنتشر تدريجيا حتي تتسبب في ضعف الرؤية او الاحساس بوجود ضباب يحجب الرؤيه ويحدث ذلك لعده اسباب : • - تقدم العمر ويبدأ من عمر 45 سنة • - الاصابة بمرض السكري او تناول عقار الكورتيزون لفترة طويلة • - الاصابة بالجلوكوما او التهاب القزحية • - احيانا يولد الطفل بها بسبب اصابة والدته بالحصبة الالمانية اثناء الحمل • - التعرض لمواد كيميائية أو أدوية أو إشعاع أو التعرض لخبطات فى منطقة الرأس، • - عوامل وراثية

يمكن حصر شكاوى المرضى من أعراض المياه البيضاء فيما يلي:

ضعف حدة الإبصار

تبدأ الشكوى من الكتاركت بعدم قدرة المريض المصاب بالمياه البيضاء على تمييز تفاصيل معينة كان يستطيع رؤيتها بسهولة من قبل. وفي بعض الأحيان يشعر المريض كما لوكان ينظر من خلال زجاج مصنفر, أو كما لو كان زجاج عدسة نظارته الطبية غير نظيف دائما. نتيجة لأن الإصابة بالمياه البيضاء تحدث في عين قبل الأخرى علاوة على أن المريض يعتمد في الرؤية على النظر بالعينين ففي بعض الأحيان قد لا يكتشف هذه الأعراض إلا عندما يذهب إلى الطبيب لقياس نظارته الطبية فيكتشف عدم قدرته علي الرؤيا بوضوح باحد العينين .

ضعف الإحساس بدرجة الإضاءة

ويصف المريض ذلك بأنه لا يستطيع الرؤية ليلاً بصورة جيدة. او يصف المريض أنه يصاب بضعف شديد في حدة الإبصار أثناء النهار وذلك وعندما تكون المياه البيضاء في مركز أو منتصف العدسة. أو عندما يتعرض لضوء الشمس فتضيق الحدقة ولا ينفذ الضوء إلا من خلال المنطقة المركزية للعدسة البللورية المصابة بالمياه البيضاء.

تشتت الضوء

ويلاحظ ذلك عند النظر لمصابيح الإضاءة أو أضواء السيارات القادمة لأن العدسة البللورية أصبحت غير متجانسة في شفافيتها فبعض أجزائها معتمة والأخرى شفافة.

عدم القدرة على رؤية الألوان بوضوح

فعندما تزيد العتامة في عدسة العين تعوق نفاذ بعض الألوان إلى الشبكية خاصة الأزرق والبنفسجي بينما تسمح بنفاذ اللون الأحمر مثلاً.

لا نستطيع على الأرجح أن نمنع تكوّن المياه البيضاء لأنها جزء طبيعي من عملية الشيخوخة. ولكن هناك أمورًا يمكن القيام بها لإبطاء تطورها، مثل: الحرص علي ارتداء النظارات الشمسية و تناول الوجبات الغذائية الغنية بمضادات التأكسد قد لا يحتاج هذا المرض علاجا علي الاطلاق اذا كانت الرؤيه مشوشه بصوره بسيطه ويمكن ان يساهم تغيير النظارة في تحسين الرؤية لفترة معينه ولا يمكن استخدام الادوية او قطرات العين او النظارة الطبية في علاج المياه البيضاء اذا تطورت فتصبح الجراحة هي الوسيلة الوحيدة لازالتها وقد اصبحت اليوم من الجراحات السهلة والتي تتخطي نسبة شفاؤها 95% ولا يتطلب ابقاء المريض في المستشفي حيث تتم بتخدير موضعي في العيادات الخارجيه باستخدام الموجات فوق الصوتية لتفتيت وشفط الماء الأبيض من خلال جرح صغير باستخدام ما يسمى بجهاز (الفيكو) مع زرع العدسات القابلة للطي التي تتيح للطبيب الجراح إجراء الجراحة من خلال جرح قد لا يتعدى 1.8 ملليمتر ولا يحتاج إلى أي غرز جراحية.